مؤكدا أن منظر {سحل} الوسمي سيخلده التاريخ الأجنبي قبل المحلي، .. بدر خالد البحر يكتب مقالا «يودي السجن»

زاوية الكتاب

كتب 3020 مشاهدات 0



 القبس

زاوية حادة 
مقال «يودي السجن» 

كتب بدر خالد البحر : 

 
من قراءة سريعة للقانون لم نجد في أي من مواده ما يجيز أن يضرب الناس بالهراوات إذا ما ارتكبوا تلك الأفعال، إذا ما الذي ميز مرتادي ندوة الحربش الذين كسروا القانون عن غيرهم؟ فإجراءات الاستدعاء والتحقيق والتقاضي والتنفيذ ينظمها قانون يسري على الجميع بمن فيهم من كانوا في ندوة الحربش، حتى أسلوب القاء القبض قد جعل له القانون في الفصل الثاني سبعا وعشرين مادة لم تكن إحداها استخدام الهراوة، بل راح المشرع إلى أبعد من ذلك بأن قال في المادة التاسعة والأربعين إن القوة الجائز استعمالها لا يصح أن تزيد على ما تستلزمه ضرورة منع المقاومة أو الهرب، إلا أن عملية {سحل} د.عبيد الوسمي قد فاقت القوة الجائزة ضد رجل نحيل حاسر أعزل سقط كعود الثقاب تحت هجوم مسلح!
الحكومة خسرت. فمنظر {سحل} الوسمي سيخلده التاريخ الأجنبي قبل المحلي، كما خلد أشهر اعتداء متلفز على رجل أسود «بالهراوات»، رودني كنج، عام 1991 من قبل شرطة لوس أنجلوس الذي أدى لاندلاع موجة عنصرية لم تهدأ حتى حكم على رجال الشرطة بالسجن، وغيرها من اللقطات التي أحرجت الدول وغيرت التاريخ، فمبارك للكويت دخولها تاريخ القمع المتلفز.
ان الشرع الإسلامي واضح جدا في هذه الجزئية، قال الله: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» وقال رسوله: «السمع والطاعة حق على المسلم فيما حب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة». ولكننا دولة علمانية لها دستورها، وفق حكم المحكمة الدستورية، والشعب المثقف بغالبيته أصبح في حيرة من فهم آلية الدستور والقانون وحدود الصلاحيات، ونحتاج إلى برامج تشرح لنا ما حدث وموقع الحقوق المكفولة للمواطن والنائب.
نحن لا نملك إلا أن نشكر «الهراوات» التي جمعت المعارضة وجمعت الصف بعد أن انشق بفعل من دق إسفين الفرقة بين الحضر والبدو والإسلاميين والليبراليين ليكونوا صفا واحدا، ونشكر «الهراوات» التي كشفت المتخاذلين لمصالح شخصية وفئوية من النواب. لقد طلب منا بعض القراء مقالا تعبويا حادا يقف مع الحق، ولكننا نعتقد أننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى مقال يحث على التهدئة وأخذ العبر من غير التفريط في الحقوق المكفولة للمواطن عبر القنوات الدستورية، لا إلى مقال قد «يودينا» السجن.

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر

تعليقات

اكتب تعليقك